سرطان الكبد

نظرة عامة

تملي الحكمة التقليدية بالنسبة لمعظم الناس أن الاستهلاك المفرط للكحول يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد، والذي بدوره يؤدي إلى سرطان الكبد، قد يخطيء البعض في أنهما نفس الشيء، ولكن الصحيح خلاف ذلك.

في الوقت الحالي- نرى أن الشعب التايلندي استهلك كميات أقل من الكحول، حيث انخفضت حالات تليف الكبد، ومع ذلك فإن سرطان الكبد لا ينتج عن الكحول فقط، بل يمكن للنظام الغذائي أن يلعب دورًا رئيسيًا في ظهور هذه الحالة، على سبيل المثال: الأطعمة التي تحتوي على المكونات الكحولية، فعند تناولها بكميات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى حدوث تليف الكبد أو سرطان الكبد.
لكن السبب الرئيسي في حدوث سرطان الكبد هي التهاب الكبد “B” وَ”C” (فئة B هي الأكثر شيوعًا)، ففي كثير من الحالات يكون هذا خَلْقيًا حيث ينتقل من الأم في الرحم، أو قد يأتي من الزوج أو الزوجة- أو الشريك، كما يمكن أن يسبب داء ترسب الأصبغة الدموية إلى حدوث التلف وفشل الكبد، كما قد يرتبط سرطان الكبد أيضًا بالسمنة ومرض الكبد الدهني.

يعد التهاب الكبد “B” وَ”C” من الأمراض المعدية، وطرق الإصابة بعدوى هذا المرض مشابهة لطرق الإصابة بعدوى الإيدز، إلا أن الأول يعتبر الأكثر عدوى، فبمجرد دخول الفيروس إلى مجرى الدم، سيشق طريقه إلى الكبد، لكن هل سيؤدي ذلك إلى التهاب الكبد أم لا؟، هذا سيعتمد على مناعة الفرد، والتي تختلف من فرد لآخر (للحصول على التفاصيل قم بزيارة www.loveliver.not)، فهناك فئة من الناس تصبح الحالة لديهم مزمنة، قد تستمر من 10 إلى 20 عامًا، مما يؤدي إلى تليف



الكبد، مع إمكانية تطور الخلايا السرطانية.
فالأفراد المصابون بالكبد الدهني (وخاصة المصابين بداء السكري منهم) معرضون لخطر الإصابة بتليف الكبد، لذا يكون من المستحسن لهم طلب الاستشارة الطبية- والتشخيص بالموجات فوق الصوتية- وكذلك الكشف المبكر عن سرطان الكبد.

فالتهاب الكبد هو السبب الرئيسي في حدوث تليف الكبد وسرطان الكبد، لذلك فإن المجتمع الطبي والمجتمعات الأخرى بشكل عام يولون اهتمامًا كبيرًا بهذا المرض بالذات، على سبيل المثال: يتم إجراء المزيد من اختبارات الدم؛ لتشخيص التهاب الكبد- مع توفر لقاح التهاب الكبد B””- هذا بالاضافة إلى أن العلاج بالأدوية أصبح متاح وبسهولة.

ففي أثناء اختبار التهاب الكبد أو تليف الكبد سيطلب طبيبك غالبًا إجراء التشخيص المبكر لسرطان الكبد في الوقت ذاته، وهذا أمر مهم؛ لأن التشخيص المبكر لسرطان الكبد، سيزيد بشكل كبير من فرص نجاح العلاج وفعاليته.
قد يسبب الورم الذي يترك ويسمح له بالنمو من دون تشخيص إلى تكون بعض الأعراض مثل: الألم والضيق في الجزء العلوي الأيمن من البطن- ونقص في الوزن- وفقدان الشهية بشكل كبير- كما يشمل على الأعراض الأخرى مثل: مشاكل في الهضم- والإمساك- وسرطان الغدد الليمفاوية، ومن الملاحظ هنا أن هذه الأعراض تشير إلى تليف الكبد، وليس بالضرورة سرطان الكبد.
فأفضل طريقة لعلاج السرطان هي الكشف المبكر، والوقاية منها وذلك بإجراء فحص سريع في حال الاشتباه في الإصابة بالتهاب الكبد.

الفحص

يتم التشخيص وفقاً لعوامل الخطر مثل إلتهاب الكبد المزمن B و C ، والتاريخ العائلي لسرطان الكبد ، واكتشاف الكتل ، ونتائج الدم الغير طبيعية.

الفحص

يتم إجراء الفحص عادة من خلال الموجات فوق الصوتية للبطن ، والتي تركز بشكل أساسي على الكبد، تستخدم الموجات فوق الصوتية لإنشاء الصور ولا تشكل أي مخاطر صحية ، يمكن أيضاً إستخدام إختبار الدم للكشف عن التشوهات ، مثل تعداد البروتين ألفا (AFA) ، وهذا فعال في 40٪ من تشخيص سرطان الكبد، يوصى بإجراء فحص السرطان مرتين في السنة.

التشخيص

بعد الفحص بالموجات فوق الصوتية واختبار الدم (للتحقق من مستويات AFP)، سيتم إجراء مزيد من التشخيص عن طريق الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي ، ستكون هذه قادرة على تقديم صورة أوضح للحجم، والشكل، والموقع، والانتشار، والدورة الدموية، والأعضاء المحيطة فيما يتعلق بالورم. الأهم من ذلك، أنه يشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية والغدة الكظرية والرئة والعظام. إذا كانت هناك مؤشرات، فقد يطلب طبيبك المزيد من الإختبارات مثل الأشعة السينية للرئتين وفحص العظام. علاوة على ذلك، يمكن إجراء خزعة لتأكيد الإصابة بالسرطان (حتى 100٪).

العلاج

العلاج الجراحي

هناك عدة طرق لعلاج السرطان يعتمد اختيارها على حالة كل مريض، غالباً ما ينتج سرطان الكبد عن تليف الكبد ، حيث أن أحد العوامل في العلاج هو قياس شدة تليف الكبد ، لأنه يمكن أن يتسبب في ضعف الجسم بسبب سوء التغذية ، وقد يتسبب في ضعف جهاز المناعة ومشاكل في تخثر الدم، وتضخم البطن، والنزيف الداخلي والمزيد. سيؤدي ذلك أيضاً إلى قيود على العلاج الجراحي ، في الواقع سيكون 10-20 بالمائة فقط من المرضى مناسبين للجراحة بسبب عوامل مثل تليف الكبد.

العلاج الجراحي : خيار جيد للمرضى الذين لا يعانون من تليف الكبد ، وحجم الورم ليس كبيراً للغاية ، ولا يوجد انسداد ، ولم ينتشر السرطان خارج الكبد. مع الجراحة، يجب مراعاة المهدئات المطلوبة ، والتعافي بعد الجراحة ، والحالات الأخرى الموجودة مسبقاً، والتكاليف، وتجربة، وخبرة أطباء الأورام الجراحيين.

الإستئصال بالترددات الراديوية – RF Ablation

اليوم ، يعد سرطان الكبد وسرطان الرئة من الأمراض الرئيسية للشعب التايلاندي ، هذا لا يشمل الأنواع الأخرى من السرطانات التي قد تكون انتشرت في الكبد والرئتين، عدد قليل فقط من المرضى سيكون مناسباً للعلاج الجراحي ، وقد يكون المرضى غير مناسبين بسبب : ضيق الوقت اللازم لتحقيق نتائج ناجحة للجراحة ، أو عدم اللياقة البدنية للجراحة ، لحسن الحظ ؛ حدثت تطورات مهمة في المجتمع الطبي في السنوات العشرين الماضية فيما يتعلق برعاية مرضى السرطان ، وهذا يشمل التطورات في الإستئصال والعلاج الكيميائي والأدوية، في السنوات الخمس الماضية كانت هناك محاولات لتطوير علاجات غير جراحية تقدم نفس فوائد الجراحة ، وهذا يشمل المعالجة الكثبية بمساعدة الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، بمجرد إدخال الجهاز الطبي في الموضع المطلوب. قد يقرر طبيبك توفير طرق علاج أخرى مثل الإستئصال بالترددات الراديوية.

استئصال السرطان بالترددات الراديوية : هو إجراء طفيف التوغل يستخدم الطاقة الكهربائية والحرارة لتدمير الخلايا السرطانية، أثناء الإستئصال بالترددات الراديوية للسرطان، تُستخدم اختبارات التصوير لتوجيه إبرة رفيعة عبر الجلد أو من خلال شق إلى أنسجة السرطان، تمر الطاقة عالية التردد عبر الإبرة وتؤدي إلى تسخين الأنسجة المحيطة ، مما يؤدي إلى قتل الخلايا المجاورة،  يستخدم RF لأورام الكبد التي لا يزيد حجمها عن 4 سم ، وعددها أقل من 4 في المرة الواحدة ، ويمكن أيضاً تطبيقه على أورام الرئة التي لا يزيد حجمها عن 3 سم. علاوة على ذلك، في الحالات التي يُفضل فيها تجنب الجراحة ، يمكن استخدام الاستئصال بالترددات الراديوية لعلاج أورام الكلى والغدد الصماء والعظام.

مزايا الترددات الراديوية تشمل :

  • تجنب العلاج الجراحي وبالتالي تجنب التخدير.
  • طفيفة التوغل – ندوب صغيرة.
  • يحتاج المرضى فقط إلى قضاء يوم أو يومين في المستشفى قبل أن يتمكنوا من العودة إلى الأنشطة اليومية.
  • فرصة أقل لحدوث مضاعفات مقارنة بالجراحة العادية.
  • يقلل من فرص حدوث نزيف أو تدمير غير ضروري للأنسجة، خاصة في حالة ورم الكبد.
  • تبلغ احتمالية الإصابة بالنزيف 3٪ (والمعظم يتوقف من تلقاء نفسه)
  • يتطلب في الغالب جلسة واحدة ، ولكن قد تتطلب بعض الحالات أكثر من ذلك.
  • يعتبر الإستئصال بالترددات الراديوية فعالاً بشكل خاص في علاج سرطان الكبد والرئة.

غالباً يكون سرطان الكبد أو الورم من الصعب إجراء جراحته ، حيث توجد العديد من المضاعفات التي قد تحدث مثل : تليف الكبد أو إلتهاب الكبد ، تشمل العلاجات الأكثر فعالية إدخال دواء العلاج الكيميائي عن طريق الوريد ، في الوقت الحالي، تتم علاجات الأورام التي يقل حجمها عن 4-5 سنتيمترات والتي لا يمكن علاجها من خلال الإستئصال بالترددات الراديوية.

الإستئصال بالترددات الراديوية هو علاج يستخدم إرشادات التصوير لوضع قطب كهربائي بإبرة عبر الجلد في ورم الكبد، يتم تمرير تيارات كهربائية عالية التردد عبر القطب ، مما ينتج عنه حرارة تدمر الخلايا السرطانية ، عند درجة حرارة 100 درجة مئوية ، يجب أن تستغرق العملية حوالي 20-40 دقيقة (حسب حجم الورم وكميته). تتمثل ميزة الإستئصال بالترددات الراديوية في أنه لا يتطلب جراحة، وكميات قليلة جداً من الأدوية مثل الكميات المنخفضة من التخدير. اليوم يستخدم لعلاج سرطان الكبد ، أو السرطانات التي انتشرت في الكبد ، وسرطان الرئة، يتم توفير الإستئصال بالترددات الراديوية في مستشفى واتانوسوث من قبل أخصائي الأشعة وأطباء الأورام والأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي.

الإنصمام الكيميائي عبر القسطرة الشريانية (TACE)

بالنسبة للأورام الأصغر من 4-5 سم ، قد يكون العلاج الجراحي مناسباً (10-20٪ من المرضى). إذا تم اعتبار العلاج الجراحي والإستئصال بالترددات الراديوية غير فعالين ، فيمكن أخذ TOCE في الإعتبار ، وهذا يشير إلى الانصمام الكيميائي عبر القسطرة الشرياني وينطوي على استخدام قسطرة.

إرشادات (التحضير)

ينصح المرضى بتجنب الأكل قبل 4 ساعات على الأقل من إجراء فحص الدم ، لتحديد وظائف الكبد والتجلط، وأثناء العلاج يمكن إعطاء المريض قسطرة وريدية ومهدئات ومضادات حيوية. يرجى إبلاغ مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كان لديك أي حساسية طبية ، غالباً ما يكون العلاج غير مؤلم لأن هذا التخدير غير مطلوب ، ومع ذلك قد يطلب المرضى مسكنات أو حبوب منومة.

طريقة العلاج :

سيتم إرسال المريض إلى معمل فحص صحي لأخذ صورة بالأشعة السينية على الأوعية الدموية ، سيقوم طبيبك بعد ذلك بإدارة التخدير من خلال الفخذ الأيمن باستخدام قسطرة صغيرة (قطرها أقل من 2 مم) ، سيتم استخدام الأشعة السينية للأوعية الدموية لتوجيه القسطرة إلى الأوعية الدموية للكبد ، ثم يتم حقن مادة خاصة يمكن أن تساعد في تقليل حجم الورم ، ثم يتم إعطاء مضادات التخثر لتقليل كمية الدم (العناصر الغذائية والأكسجين) التي تدعم الورم ، بمجرد الانتهاء، سيتم سحب القسطرة وسيتم الضغط على الجرح لمدة 10 دقائق تقريباً ، ونظراً لأن الجرح صغير جدًا فلن يتطلب أي غرز.

إرشادات بعد الإجراء :

ينصح المرضى بالبقاء في الفراش ومد ساقهم التي استقبلت القسطرة لمدة 6 ساعات ، سيسمح للمرضى بتناول الطعام والشراب طالما أن ذلك لا يسبب الغثيان أو القيء ، خلال هذه الساعات الست، يجب أن يحدث أي تبول أو تغوط على السرير ، علاوة على ذلك، ستغير ممرضتك الضمادات في اليوم التالي ، إذا كان المريض يعاني من ألم حول مكان دخول القسطرة أو ألم في البطن، يرجى إبلاغ الممرضة ، قد يعاني بعض المرضى من غثيان شديد لكن يمكن علاج ذلك بالأدوية.

الآثار الجانبية للعلاج :

هذه الطريقة آمنة نسبياً ولا تسبب سوى الحد الأدنى من المضاعفات ، قد يعاني 40٪ من المرضى من ضيق في البطن وانتفاخ حول مكان دخول القسطرة ، ومع ذلك، ستهدأ معظم الأعراض في غضون أسبوع.

تكرار العلاج:

في المتوسط ، يستغرق الأمر جلستين تقريباً في الشهر على حدة ، وخلال الجلسة الثانية، سيتم إجراء أشعة سينية لتحديد ما إذا كانت العلاجات البديلة مثل الاستئصال بالترددات الراديوية مطلوبة.

العلاج بالإشعاع

يُعد العلاج بإستخدام الإنصمام الإشعاعي تقنية جديدة نسبياً لسرطان الكبد الذي انتشر في الأوردة ، تتشابه مبادئها مع TOCE  أو TACE وتتضمن استخدام قسطرة للوصول إلى الورم لحقن دواء إشعاعي يُشار إليه باسم Yttrium والذي سيصبح ساري المفعول في غضون ساعات قليلة ، ثم يذوب دون ترك أي أثر داخل جسم المريض.

يعتبر الإنصمام الإشعاعي أو SIRT (Selective Internal Radiation Therapy) إجراءً مكلف نسبياً ، بسبب تكلفة الأدوية والمعدات المستوردة من الخارج ، علاوة على ذلك، إذا كانت العملية أكثر تعقيدًا من TOCE على وجه التحديد فيما يتعلق بالحقن والآثار الجانبية. قد تشمل الآثار الجانبية آلام البطن، والغثيان، والقيء في غضون يوم أو يومين بعد العلاج ، على الرغم من أن نتائج العلاج قد تكون مشابهة لـ TOCE ، إلا أن هذه الطريقة تسمح بعلاج السرطان الذي انتشر بالفعل في الأوردة.

المؤلف

الدكتور/ كومغريت تانيساروDr. Komgrit Tanisaro
أخصائي علم الأشعة التدخلي بقلم